١١‏/٠٢‏/٢٠٠٨

وقفة مع النفس ـ الحلقة الثانية ـ

السلام عليكم ورحمته وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
النبي الأمي الصادق الوعد الأمين
بادئ ذي بدئ (اللهم إنا نبرأ إليك مما كتب هذا... وما
قاله ولا حول ولا قوة إلا بك سبحانك وتعالي)
رداً علي أحدهم
أعلم أنني لست أهلاً للرد باعتبار ذلك مردود لرجل دين
ولكن أسال الله تعالي أن يلهمني الرد كمسلمة تزود عن دينها
وعقيدة التوحيد لله سبحانة وتعالي
لن أناقشك في موقفك لأن (كل نفس بما كسبت رهينة)
ولكن قل لي...من المنظور العلمي أو العقلي
ما من نظرية إلا ولها لحظة ولادة
وما من اختراع إلا كان وليد فكرة
أليس هذا هو الفكر العقلاني؟!
حسناً كيف يفسر الفكر العقلاني وجود الحياة ؟
السماء من أوجدها؟الأرض؟ الكون؟
الكواكب...... لم تردون وجودها للاشئ؟
أليس في ذلك تناقض كبير؟
ينسبون النظريات والإبتكارات لأسماء..وشخوص
ويوافقون علي ذلك...بل ويهللون له ويأبون في ذات الوقت
أن ينسبون الكون بما فيه وما هو له لصاحبه وخالقه...؟؟؟
إن في ذلك لعجب العجاب .. ينكرون وجود الواحد الأحد
الفرد الصمد ... وبالطبع ينكرون معه فكرة البعث ...بعد
الموت... طيب إن كان ليس هناك بعث...ففي الحياة التي نحياها
الآن هناك الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول والجاني والمجني عليه
ستقول هناك قوانين وضعية تنظم هذة العلاقات وتحاسب كل إنسان
بما جني...طيب وما قولك فيمن يفر من عقاب هذة القوانين...من
يرتكب جرائمه ولا تثبت عليه تهمة
عندما يموت كلاهما... القاتل والمقتول..الظالم والمظلوم .. دون
عقاب ودون بعث وحساب في الأخرة
لو نظرنا سنجد القاتل أو السارق أو الظالم سيستوي مع من
قتله أو سرقه أو ظلمه.. بل هو أحسن منه حالاً..لأنه طغي
في الدنيا واستفحل في أمره وذهب دون عقاب
أليس في ذلك غبن وظلم كبير؟؟؟
أليس في ذلك ما يأباه العقل؟؟
(أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون)

الروح؟؟ (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) لا
أملك الخوض فيها

الوجودي أو العقلاني أو أياً كان المسمي.. ألا يسأل نفسه
عن سبب وجوده في الحياة؟
حسناً هو ولد من أب وأم..يتنفس ..يأكل ..يشرب..يحيا
يفكر..يخترع......ولكن كل هذا في حقيقة الأمر ما هو
إلا وسائل لا غايات
فما هي غاية وجوده؟؟؟؟
ما غاية وجودك أنت؟
أنا أعلم سبب وجودي ..وفخر لي ولعقلي ولقلبي
أن ربي سبحانة وتعالي مَن علي بنعمة هذا العلم
قال رب العزة في كتابة العزيز:ـ ( ما خلقت
الجن والإنس إلا ليعبدون) العبادة لله تعالي
لها صور كثيرة ..الصلاة ..عمودها ..وأهم صورها
لكن ..عمارة الأرض والسعي فيها لون من ألوان العبادة
خدمة الدين وتقديم المخترعات التى تخدمه عبادة .. العمل
في شتي ميادين الحياة بالطريقة التي يرضي عنها الله
تعالي عباده... التحلي بمكارم الأخلاق عبادة
الترفع عن الآثام و المعاصي وتجنب الوقوع فيها
عبادة.. التآخي في الله والتحاب في الله تعالي عبادة
السعي لطلب الرزق عبادة
ما من عمل يعمله الإنسان أو نفس يتنفسه أو حرف
ينطقه إلا عبادة
وكلها وسائل والغاية... رضا الخالق الواحد الأحد
إذا سألت أحدهم عن علمه من أين جاء به
قال هو من الكتاب الفلاني أو العالم الفلاني
قال كذا وكذا ... وأحياناً نجد أحدهم يتبني
فكرة عالم معين أو نظريته ويدافع عنها
بقوة..وعزيمة لم لا .. وقد تولدت لديه قناعات
معينة أن هذة النظرية أصلها مردود لفكرة
وأن هذة الفكرة تبناها العالم الفلاني .. وقدمها
إلي الناس في نظرية...
مع فارق التشبية ولله تعالي المثل الأعلي في الحياة
الدنيا وفي الآخرة
أرسل الله تعالي أنبياءه ورسله صلوات الله عليهم
بدين الحق لإرشاد البشر وتوجيهم للطريق الصحيح
وتعليمهم كيف يصلون بوسائلهم إلي (الغاية)..
أليس هناك تناقض في فكر الوجودي ؟؟
يقبل أن ينقل فكرة عن عالم ربما كان سرقها
من آخر ..وربما كانت له
ويكفر بما جاء به أنبياء الله ورسله صلوات الله
عليهم

هذا وقد وضعت هذا الرد ..ليعلم سائله أن ما
من مسلم يوحد بالله تعالي إلا ويعلم وسائل
حياته وغاية حياته ...والله أسال العفو و
العافية
ختاماً (اللهم يا إلهي وسيدي وحبيبي أسالك
بأسمائك الحسني وباسمك الأعظم بأنك
أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)
أن تغفر لي ذلاتي وتقصيري وترزقني
نعمة العلم ..والفهم ...وتنفعني به .. وتنفع
به غيري إنك ولي ذلك والقادر علية
والسلام عليكم ورحمته وبركاته
دعواتي
هايدي