١٨‏/١١‏/٢٠٠٧

كرسي الاعتراف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غبت عنكم كتير ... لكن رجعتلكم ومعايا حكاية حصلت معايا .. وبتحصل تقريبا في كل بيت
اقروا معايا وقولولي رأيكم .. بس بعد ماتقولوا ...
بسم الله الرحمن الرحيم ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ايه رأيك لو حد قعدك على كرسي وأقنعك إنك دلوقتي حالا على كرسي الاعتراف

وانك من غير ماتحس ح تلاقي نفسك بتدلدأ بالكلام ،
حتى لو انت مش عايز تتكلم وحتى لو حاولت تمنع نفسك ..
مش ح تقدر !!!

اديني عقلك شوية وخدو تاني ...

آآآآآآه .. ح تقول البنت دي بدأت تهتش ..

أمال لما تسمع اللي جاي ح تقول ايه ..

مش أنا قعدت عليه .. بجد قعدت على كرسي الاعتراف

ايه الحكاية وجات إزاي !! ماأنا جاية لكم ف الكلام أهوه

أكيد طبعاً كلكو كدبتوا ولو مرة ف يوم من الأيام .. وخصوصاً وانتو صغيرين ..

أنا بأه كنت حريفة كدب خايبة أوي .. ويظهر الحكاية دي كانت غايظة ماما وقلقاها
لأ مش قلقانة اني خايبة ف الكدب .. قلقانة اني بكدب من اصلو ..
بس طبعاً مش ح تغلب لأن مامتي ماعندهاش فعلاً مستحيل ..

المهم ياجماعة ف يوم من الأيام كان عندي تقريباً يمكن أقل من خمس سنين ،
بابا وماما كانوا بيروحو يشتروا طلبات البيت مرة كل اسبوعين ..
وأنا وأختي التوأم .. كانوا دايما بياخدونا معاهم لما بيكون الجو كويس ..
لكن لما بيكون حر .. بيخافو علينا ف بيسيبونا في البيت ..

toy story المهم اختي ومانيل قعدو يتفرجو على فيلم
للمرة ال.... تاشر ...

.... مش فاكرة الكام .... وأنا كنت مليت منو .
قلت أدعبسلي على حاجة تسليني ..
وبصراحة أنا كنت منظرة على العملة السودا دي من فترة بس كنت مستنية الفرصة .

اتسحبت على أوضة ماما .. وأنا كنت بموت ف المرايا بتاعة التسريحة لانها كبيرة أوي ..

طلعت ع الكرسي بتاع التسريحة .. واستعنت ع الشقا بالله ..
ومديت ايدي فتحت علبة كبيرة أوي ماما كانت حاطة فيها ألوان جميلة وتجنن ..

من كل لون في أقلام كتير أوي طرية وجميلة وركناهم لا هي بتلون بيهم ولا هي سايبانا احنا نلون ..

المهم أنا عارفة انها حاجات بتتحط ع الوش ... بس مايمنعش يعني اني أجربها ع المراية ..
قبل كده جربت واحد منهم ع الورق وكان جميل أوي ..
رسمت بيه وردة حمرا بس يظهر الورقة كانت صغيورة عليه .. أنا قلت المرايا كبيرة .. وح تساع ..
وأمسحوا ولا من شاف ولا من دري .. المهم ...

قعدت أرسم ف ورد وعملت جنينة كبيرة أوي ورسمت كمان فيها شجر ..ورسمت شمس تحفة ةةةةةة
ولا المركب اللي رسمتو ولونت البحر تحتيه وجيت أرسمني وانا راكبة جواه .....

سمعت صوت المفتاح ف الباب وماما وبابا جايين ..
قلبت الاقلام والعلب الصغيورة المفتفتة .. جوا العلبة الكبيرة .. ورحت طافية النور بتاع الأوضة ..
وخرجت قعدت جنب أختي ولا من شاف ولا من دري ..

دخلت ماما .. لقت إيدي ملطخة اشي أحمر وأزرق وموف وفوشيا وحاجات غريبة .. قالتلي إيه ياهايدي ده ..
ايه اللي موسخ ايدك .. كشيت ايديا ف بعضيهم ورا ظهري وافتكرت انو خلاص لما عملت كده هي ح تبطل تشوفهم ..

دخلت هي الأوضة بتاعتها .. وأنا دخلت جوا التلفزيون آل يعني بأتفرج ومشغولة ومش فاضية لحد ...
ولحظة وسمعت حاجات أنا متوقعة شوية منهم .. أصل زمان ماما لما كان حد مننا يعمل عملاته السودة
ماكناش نسمع إلا جملتين مافيش غيرهم .. يالهوي ىىىىىى حرام عليكم ... حرام عليكم ....... وبسسسسسس

وبعد دقيقتين نلقاها راقت وقعدت تتكلم معانا .. وليه ياحبيبي تعملي كده .. كده غلط .. كده ... كده ....

المهم أنا طبعا كنت متوقعة أسمع .. يالهوي ىىىىى بس المرة دي سمعت كمان معاهم ... حسبي الله .. حسبي الله

مين فيكو عملت العملة السودا دي ؟

طبعاً أنا بريئة ولا كأني هنا ... أمي تسأل .. وأنا أرد بمنتهى الهدوء .. أنا والله ماعملت حاجة .. ولا اتحركت من مكاني من ساعة ماخرجتو ده انا كنت بتفرج على ( باز .. باااااااز ) ..

وأختي طبعاً مااقولكوش عليها أصلنا مدمنين أفلام كارتون لحد الآن ... فطبعاً لما بنشغل فيلم بندخل جوا التلفزيون وننفصل عن أي حاجة تانية حوالينا ..

فأختي ... كمان بتحلف بس بحرقة أوي ... وانا بتكلم بهدوء وبراءة ... راحت ماما .. بصتلي كتير أوي ... حسيت كأنها ح تخنقني ....

..وبعدين ... دخلت أوضيتها وبعدين المطبخ .. وافتكرتها خلاص نسيت وخلصت الحدوتة على كده ...

لقيتها جاية بعد شوية كده .. ونادت علينا أنا وأختي وجابتنا وشاورت على كرسي كبير أوي ... كانت حاطاه ف الصالة وبتحب تقعد عليه ..
تعرفوا هي لما كانت بتقعد عليه كانت بتغطس فيه .. فما بالكم بأه احنا لما نقعد عليه ..

المهم ... مسكتني من إيدي وقالتلي اقعدي ع الكرسي ده .. بس قبل ماتقعدي ياهايدي أنا عايزة أأولك حاجة مهمة أوي ... ببراءتي المعتادة ... حاجة ؟؟؟ حاجة ايه يامامتي ياحبيبتي ؟؟

... تعرفو ربنا ادى كل أم حاجة علشان تعرف بيها ولادها بيقولو الصدق ولا لا ... وعشان يتعلموه ومايكدبوش أبداً ف حياتهم .. علشان يفضل قلبهم ابيض .. مافيهوش ولا نقطة سودا ...

تعرفو ايه هي الحاجة دي ؟؟؟ احنا كنا بدينا نحس برهبة .... لان ماما لما بتيجي تكلمنا عن ربنا ... بتخلينا نحس كده بجو فيه رهبة ....

عارفين ايه هي الحاجة دي ىىىى ؟؟؟

ايه هي ياماما ؟؟

بالنسبة ليا أنا ...... الكرسي ده ..........

هي قالت كده وأنا ركبي سابت بس أختي سمر كانت أجمد مني شوية ...
راحت ضاحكة كده وقايلة لها ... ياسلالالالالام ... الكرسي ده ؟؟؟ آآآآآآآآه

ماما راحت قايللها .. أيوة .. أنا أقدر لو قعدتوا ادامي هنا ع الكرسي .. أعرف مين فيكو صادق ومين كداب ...
بس بشرط ... لازم تعرفوا حاجة مهمة أوي ....

ايه هههههه ؟؟ اللي ح يكدب منكو ربنا يأذيه لو مش دلوقتي حالاً يبقى كمان شوية أو بعدين ..
غير بأه كمان لما يروح عند ربنا سبحانه وتعالى .. يوم القيامة .. ح يحاسبو حساب عسير ...

أنا كنت اتجرأت شوية لما لقيت سمر مش مقتنعة ( بس يظهر لان انا اللي عاملة العملة دي ... ف ... )

المهم يعني .. ماما قالتلها ... طيب تحبوا اثبتلكم .. اقعدي ياهايدي على الكرسي ..
قعدت وأنا مصممة جوايا اكدب واشوف لو ماما ح تعرف ولا لأ ... سألتني ..
انتي ياهايدي اللي رسمتي الحاجات اللي جوا على المرايا ؟؟؟

جيت أأولها لأ .... ماما لحقتني وراحت قايلالي ايه ... خلي بالك لو كدبتي انتي حرة ف اللي ح يجرالك ...
اترعبت انا وخلصت ع الاخر ..

ورحت منفجرة ف العياط ... وقايلة لها .. آآآآآخررر مرة ياماما ..
مش ح ألعب ف حاجاتك تاني ومش ح أكدب تاني .. والله ياماما مش ح ةاكدب تاني ..

أختي شافتني كده .. اترعبت هي كمان وصدقنا فعلا حكاية الكرسي دي ...
وبقينا لما نمشي ف الصالة نمشي من بعيد عنه .. ماما سمته كرسي الاعتراف ..
لما كانت تسألنا عن حاجة ونسكت تقول طيب خلاص تعالو اقعدو ع كرسي الاعتراف ... تلاقينا ف لحظة كرينا الكلام ...

بس بعدها سمر سألتني هايدي هو انتي لما قعدتي ع الكرسي عرفتي ازاي ان ربنا بيبص عليكي ؟
ياعبيطة مش ماما دايما تقولنا ان ربنا سبحانه وتعالى بيشوفنا دايما واحنا مش بنشوفه ..

طيب هو يعني ماما كده مش بتكدب ابداً .. عشان كده بتحب تقعد ع الكرسي ده ... ومش بتخاف منو ؟؟؟

المهم لما كبرنا شوية .. وفهمنا حدوتة الكرسي ده ... قلنا لماما بس هو انتي كده مش كدبتي علينا ؟؟

قالت لنا ... أنا قلت ان ربنا بيدي الام حاجة تعرف بيها لو ولادها بيكدبو ولا لا .. وده حقيقي

وقلت لكم ان ربنا بيعاقب الكداب ان عاجلا او آجلا وده حقيقي ... أما حكاية الكرسي دي .. كانت مجرد حيلة عشان اعلمكم بيها ..
آه نسيت أأولكم دي كانت المرة اللي ماما حست فيها انو انا عندي موهبة الرسم فعلا لانو اول مرة ارسم حاجة كبيرة .. خلت الصورة اللي رسمتها فتر ة طويلة ومامسحتهاش من ع المرايا وقالتلي لما تنجحي ف سنة اولى ح اجيبلك علبة الوان كبيرة ... وفعلا جابتلي علبة ألوان فايبر كاسل كبيرة اوي .. من مكتبة مخصوصة للرسامين وكمان جابتلي اسكتشات رسم من بتاعة الرسامين .. خليتني احس اني رسامة بجد وكنت كل مااشخبط حاجة او ارسم رسمة تقولي ايه ... انتي ح تطلعي رسامة كبيرة ياهايدي ...


ـــــــــــــــــــــــــــ

ح تسألو ايه فكرني بالحكاية دي دلوقتي ؟؟

أأولكم ... شوفو بأه أنا عندي تلات اخوات بنات صغننين منهم اتنين توأم ... المهم ماما بتعلمهم يحافظو ع الصلاة ف وقتها ... وطبعا ده صعب جدا لأن الطفل مابيكونش واعي كويس لقيم ومعاني دينية كتيرة ...

المهم يعني ... ماما دايما تطلب مننا نساعدها في مراقبة اخواتي .. وتقول بس احنا نعودهم ع الصلاة وهما لما يوصلو عشر سنين ح تكون بقت عادة عندهم ومش ح يستغنو عنها ..

المهم اختي الصغنتوتة .. نادو .. ماما بتسألها اول امبارح ... صليتي الصبح يانادو؟؟؟... ايوة طبعا ياماما ...

ماما سكتت .. جت بالليل صليتي العشا يانادو ..؟؟ أيوة طبعا صليت ...

سمر راحت مفرقعة الاسفين اياه ولقيناها بتقوووووول ... ازاي ياماما بتسأليها .. أنا سألتها وقالتلي انها صلت مع حضرتك !!!!!

ونادو طبعا بدأت تفتح الزنانة بتاعتها .. انا صليت ... صللللللللليييييييتتتت ...

ماما ابتسمت الابتسامة اياها بتاعة زمان .. اللي كنا بنشوفها لما نكون عاملين عاملة .. وراحت قايلة لنا ... أأولكو يابنات أنا ح اريحكو كلكو ...

هاتوها على كرسي الاعتراف ودلوقتي كل حاجة تبان ... أنا وسمر كنا ح ننفجر م الضحك بس كتمنا اااااااااا ششششششش ..

و جات ماما عملت معاها نفس الفيلم ... وأهو من ساعتها ونادو بتصلي لوحدها ... الله اعلم ح تفضل على كده لحد امتى ... بس ربنا يديمها نعمة ..

ويخليلنا ماما ومايحرمناش أبداً من تفانين ماما ..

ولالالالالالا .... من ...... كرسي الاعتراف .....

ــــــــــــــــــــــــ
تحياتي ليكم ... وتصبحو على خير
هايدي
ــــــــــــــــ

٠٤‏/١١‏/٢٠٠٧

أنشودة الحياة ... بقلم هايدي سعد الدين





ذات حقب


قبل ولادة النهر


تساقط القطر من عيني السماء


ممهور بآيات الحياة

فترنحت الفيافي سكرى

ترشف الشهد المعتق .. من كؤوس الندى

وامتدت أصابع الخصب

تسبر أغوار الكينونة البكر

وتصوغ حلة للجمال ... ربما بطول الأزل

تصدح السنونوات مغردة

وهي تؤوب إلى أعشاشها مختالة متمايلة

والشمس ترسل تمائم الضوء

تكسو طلاسمها الذهب .. متون التلال

هاهو قطار النهر .. ينحدر

من قمم الدهشة

عازفاً لحن الخرير الثمل

وحيداً .. نشواناً يحتضن القطر

القطر ... الساقط من عيني السماء


ــــــــــــــــ

ـــــــــ

ـــــ


بقلم .. هايدي